قصة الصدق منجاة الصدق من الصفات الهامه التي يقوم عليها ديننا الحنيف كما أنه يعد من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن الحق و لا يمكن القيام بالدين و الامه و العمل علي رفع شأنها مع وجود الكذب و عدم الصدق و مطابقه الباطن مع الظاهر من اقوال و افعال و كل هذا يدل علي اهميه الصدق في الاسلام و منزلته و الاجر و الثواب الذي يناله الصادق و الدرجات العلا التي وعد الله بها الصادقين و الصادقات و انما يعد المؤمن الصحيح الصادق باربعه أمور الصدق في القول و الصدق في العمل و الصدق في الإيمان و الصدق في الحال و كل هذا يترتب عليه منزلته في الجنه و رفع الدرجات حيث يقول الله تعالي في كتابه العزيز :”إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
و بالعكس ما يعود علي الكاذبين و ما يلحقهم من عقاب و عذاب اليم و أنهم خالفوا فصاروا متناقضين و كما أن الصدق يؤدي بصاحبه الي بر الأمان و الكلمه الطيبه و الاعمال الصالحه و البعد عن القبائح فإن ايضا الكذب يلحق بصاحبه الهلاك و شر الأعمال و ينشأ عنه الكثير من الصفات الاخري مثل الجبن و الضعف و الكثير من الصفات التي ينتج عنها عدم الثبات و البعد عن رحمات الله و عدم القوه و كثرة الغضب و فعل القبائح كما أنه من الأسباب التي تؤثر علي القلب بالقسوه و الاستمرار في الكذب يؤدي إلي البعد عن الله و عن ذكره.
أما الإنسان الصادق فإنه لا يلجأ إلي الفعل القبيح و العمل الفاسد و لا يدخل مداخل الريب لأنه صادق و مطابق أقواله مع أفعاله و يتحري الصدق في كل أموره حتي يكتب عند الله من الصادقين و تعد هذه من أعلي المراتب التي يرزق بها المؤمن الصحيح كيف لا و قد لقب بها صاحب النبي و خليله ابو بكر الصديق رضي الله عنه و قد وعد الله الصادقين بمنزله عظيمه يقول تعالي :”وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا” و كيف ساوي بين مرتبه أهل الإيمان من النبيين و الشهداء مع الصادقين.
قصة الصدق منجاة:
ذكر عن النبي المصطفي ما يؤكد أن الإنسان القوي و المؤمن الصحيح لا يجمع بين صفتي الكذب و الصدق عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال : «إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وَإِنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» و يعرف الانسان الكذاب و يذكره الناس بكذبه و عدم قوله الكلمه الصادقه حيث يسعى الانسان الكذاب الي كل معصيه و الي طريق الفساد و كل عمل قبيح حتي يصير وجهه مسوداً من كثرة الكذب و يلقي الله سبحانه عليه البغضاء و ينادي جبريل في السموات فيكرهه أهل السماء و بالتالي يبغضه أهل الأرض أيضا ولا يجعل له القبول بين الناس أبداً.
ايضا لا يؤتمن الإنسان الكاذب و لا يوكل في أمور المسلمين كما أنه لا يعتد به في الشهادة و العدل و يوجد الكثير من الامثله التي توضح أن الصدق منجاه في كل الامور و أن الإنسان الكاذب سيكشف و لو بعد حين و يكون عاقبته وخيمه في الدار الاخره لقوله تعالي:”وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ”. و الكذب يؤدي إلي الفجور و الفجور يؤدي إلي النار و الكذب كله حتي و لو علي سبيل الضحك و النورين فإنه يؤدي إلي المعاصي و الذنوب الا في ثلاث حالات الكذب في حاله الحرب و في حاله الاصلاح بين الناس و حديث المرأة زوجها و حديثه إياها و من أشد المنكرات أن يكذب الرجل و يحلف فهذا اليمين يجعله ينغمس في نار جهنم و يسمي باليمين الغموس.
النتائج المترتبه علي الصدق :
- يعود الصدق علي صاحبه بالسعاده في الدنيا و التوفيق و الصلاح اضافه الي أهميته في زياده الخير و البر و حصول البركه في حياه الانسان المؤمن و العكس يحدث مع الكاذب و يؤدي إلي حدوث الهلاك لصاحبه.
- ايضا يلقي الله محبته الي الصادقين و ينادي جبريل في السماء فيحبه أهل السماء و أهل الأرض .
- يؤدي الصدق الي رفع شأن الأمم و تقدمها و الوفاء بالعهود و المصالح المشتركة بين المجتمع مما يؤدي إلي ترابط قوي و انتشار السلام و المحبه بين الأفراد مما يساعد علي التعاون و العمل الجيد.
- ايضا ينتج عن الصدق التيسير و الفرج من عند الله تعالي و تيسير الصعوبات لصاحبه و التخفيف من ابتلاء الدنيا و المصاعب.
- ايضا قد يكون الصدق من أحد الأسباب التي تساعد في استجابه دعوتك و قربك من المولي عز وجل و صدق توبتك و رجوعك الي الله تعالي.
- كما يعد الصدق من أهم الصفات و المقومات التي تساعد النفس البشريه علي الثبات علي الطريق المستقيم و التخلص من العقبات التي تواجهها النفس أمام الشهوات و أهواء الدنيا مما يساعد علي سلامه العقيده.
- و بالاستمرار علي الصدق يجعل صاحبه قرير العين هادئ البال مرتاح النفس سليم العقل مما يترتب عليه مواقف كثيره تدل علي صدق نيته و سلامه صدره.
قصص من السلف الصالح عن الصدق:
من القصص المرويه عن أصحاب رسول الله ﷺ قصه الثلاثه الذين خلفوا عن غزوة تبوك و هم كعب ابن مالك و مراره ابن الربيع و هلال ابن اميه و قد شهد لهم بالصلاح و ذهابهم مع رسول الله في الغزوات و لكنهم تخلفوا عن غزوة تبوك و بعد رجوع النبي ﷺ جلس فيهم لسؤالهم عن سبب تخلفهم و عندما سأل كعب اختار الصدق و حدث النبي أنه لم يكن له عذر و قضي النبي ﷺ عن الامتناع عن كلام الثلاثه الذين خلفوا خمسين ليله.
حتي جاءت البشري نتيجه لصدقهم جاءت توبتهم من عند الله عز وجل مما يدل علي صدق النفس و صدق التوبه و الندم و الرجوع الي الله عز وجل يقول تعالي :”وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “.
اما المنافقين الذين كذبوا و اعتذروا للنبي صلي الله عليه و سلم يقول الله تعالى :” سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ”
Add comment